الحلقه الثانيه.. “مغتربه داخل قلبه”.
——
رفعـت إسلام أحد حاجبيها بإمتعاض ، وقد إفتر ثغرها عن إبتسامة باردة ثم مـدت كفها إليها قائلة بتماسـك ،،،
– أُصافحك لم لا ؟! ، أهلًا بكم في شركة ضاهر الناصفي للسياحة ، إن لم يكُن هناك من إعتراض ، فلنبدأ جولتنا ؟!
أومــأ جوزيف ألبرت رأسه في هــدوء ومن ثم إستنـد بكفه إلي الطاولة لينتصب واقفًا بهـدوء من أمـره بينمـا تابعت كاثرين بثبـات ،،،
– من أين ستبدأ جولتنا !
رمقتهـا إسلام بثبـات ومن ثم رددت بإبتسامة هادئة :
– برنامج الجولة سيبدأ من قلعة صلاح الدين الأيوبي .
أنهـت إسلام حديثها ومن ثم رددت وهي تتجـه صوب باب الفنـدق ،،،
– إذًا ، فلنتحرك .
إتجـه كُلًا من جوزيف وكاثرين خلفهـا ومـا أن وقفوا أمـام باب الفندق الرئيسي حتي بـدأت شآبيب المطر تتنـدي علي رؤوسهم ، في تلك اللحظه أتجهـوا صوب السياره التي تنتظرهم ،
دلف هم في باديء الأمر حيث المقعد الخلفي بينمـا جانبت إسلام السائق في صمـت من أمـرها،،،
أحست برعشـه خفيفه في جســدها ، ومن ثم أطلت من نافذه السياره تنظُر في السمــاء وقد ضمت كفيها إلي بعضهمـا تناجي ربها بكُل مـا تتمني ، إنقضت دقائق وهي علي هذه الحـالة ..
نظـرت كاثرين بإتجه چوزيف نظرة مُتسائله ومن ثم قالت بنبره عاليه بعض الشيء ،،،
– مــاذا تفعلين مُنذ دقائق ؟!
رفعـت إسلام بصرها قليلًا ناحيه المرآه أمامها لتري صورة كاثرين كاملة وواضحة أمامها ثم رددت بهـدوء ،،،
– ننتظـر دائمًا هطول المطر ، لكي نُناجي الله بما نتمناهُ ، فأبواب السمـاح تُفتح في هذه اللحظة ، فـ اللهم صيبًا نافعًا.
قطبت كاثرين حاجبيها في إستنكـار ومن ثم أشاحت ببصرها ناحية النافذه بـ لا مُبالاة قائلة:
– أفضل كثيرًا هذا الجو المُعتدل من الوقت.
إسلام بإبتسامة هادئه :
– إننا علي مشارف فصل الشتـاء وأنتِ ترتدين الحمالات؟! ، ألا تشعرين ببرودة تسري في جسدك !!!
كاثرين وهي تمط شفتيها برفض :
– هذه البروده لا تُقـارن بأجواء أمريكا قارسة البروده .
چوزيف مُتدخلًا بنبره مُتهكمـة:
– هل سأظل صامتًا طيلة الوقت ، لأنكِ لا تُحبذِ التحدث إلي الرجال !
تنهـــدت إسلام تنهيدة صامتة ، وقد إشتـد حنقها من حديثه المتهكم ،بينمـا تابعت كاثرين وهي تقترب منه بشــدة ،،،
– دعك منها يا عزيزي ، فأنا هُنـا ، جئنا كي نستمتع بوقتنا فحسب .
أنهت جملتها هذه ومن ثم قامت بتقبيله من فمهِ في ميوعة ، حملقــت إسلام إليهمـا في صدمه وقد فغرت فاهه من هـول ما فعلت هذه الفتاه ومن ثم وضعت كفيها علي وجهها مُرددة بخفوت ،،،
– ياله الوقاحة ! ، تقبلهُ علي مرآه ومسمع من الجميع ! ، الأ يجمعهمــا منزلًا !
في تلك اللحظه تنحنحت إسلام قليلًا ، ثم تابعت بنبرة هادئه :
– إذا تفضلتم ، لا يصح هـذا سيدة ألبرت !
كاثرين وقد ضحكت ملء شدقيها :
– سيدة ألبرت ! ، اننا غير متزوجين ! ، هو حبيبي فقط ، لا ننوي الزواج هذه الأيام ، فلنعش حياتنا قليلًا .
إلتفتت إسلام بكامل جسدها علي الأثر ، ومن ثم رددت بتلعثم :
– ألستم زوجين ؟! ، إذًا كيف تـ تتت ، كيف حقًا !
چوزيف ضاحكًا :
– ومـا الغريب في ذلك ! ، نحب بعضنـا ، هذه أهم رُخصه لمّا هو قادم بيننا .
تقلصـت قسمـات وجهها بشكل لا إرادي ، وعـادت تنظُر أمامها من جديد وهي تُردد بنفور ،،،
– يالهـا من ثقافة نتنه !
في تلك اللحظه رمقتها كاثرين بتحدٍ حيث عـاودت تقبيله من جديد وهي تُردد بدلال ،،،
– انا أُحبـك حقًا چوزيــف .
وهنــا أسرعت إسلام بوضع يديها علي وجهه لتحجب عن عينيها رؤيه هذا الموقف البشـع…
في تلك اللحظه وقف السـائق امـام باب القلعه ، تنهـــدت إسلام بأريحيه ومن ثم ترجلت علي الفـــور ومن ثم إتجهت صوب مجموعة الأمن ، وراحت تُقـدم لهم كارت الشركة السياحية التابعة لوالدهـا ، إستتبعها الإثنـان حتي دلفوا جميعًا لداخل القلعـه ، تابعت كاثرين بنبره مبهورة ،،،
– إنهـا لرائعة ! ، أُحب مِصر وما فيها من آثار كثيرًا .
إسلام بإبتسامة باردة : ومِصر أيضًا ترحب بكم .
چوزيــف بتساول جليّ : إذًا ، ما تاريخها العريق ، أظُنهــا من أكثر المعالم الجاذبة للسياح هنا .
أومــأت إسلام برأسها في هــدوء ، ومن ثم تشـدقت بإبتسامة صادقة وهي تجوب ببصرها المكان ،،،
– هذه القلعه بناها صلاح الدين الأيوبي ، هو قائد عسكري قام بتأسيس الدولة الايوبية في ظل الرايه العباسية وذلك بعد أن قضي علي ملوك الدولة الفاطميـة ، قاد الكثير من الحروب ضد الفرنجه وأيضًا الصليبيين في سبيل إستعادة الأراضي المقدسه التي كان الصليبيون قد أستولوا عليها في أواخر القرن الحادي عشر وبما فيهم معظم اراضي فلسطين كـ القدس وكذلك لبنان ، وكان الهدف من القلعه إتمام عمليـات المراقبه والرماية .. وقد تم بناء مسجد محمد علي لاحقًا بالقرب منها .
كاثرين ببرود :
– ولكن للعلم ، أرض فلسطين جميعها ملكًا لنـا، فهي أرض الميعاد .
رمقتها إسلام بإستنكـار من حديثها ، ومن ثم رفعـت حاجبيه بغيظٍ لتقترب منها قائله بإنفعال خفيف ،،،
– أرض فلسطين ، هي للفلسطينيين فقط ، وما تسمونها بإسرائيل ، فهي في خرائطنا تُسمي بفلسطين المُحتلة التي سيتم تحريرهـا قريبًا ، فلا تتمـادي لكي تنتهي هذه الجولة علي خيــر .
كاثرين بإنفعال جليّ : وإذ تماديت ! ، ماذا يمكنك أن تفعلي !
چوزيف ضاغطًا علي عينيه بإنفعـــال :
– فلتهدأن قليلًا ،ممكن !
كاثرين بتمـــادي :
– أراهـا لا تطيق صُحبتنا مُنذ الوهلة الأولي ، وكيف تجرؤ علي قول هـذا ليّ ، هكذا هم العـرب ، يظنون دائمًا أن الحق معهم ، بينمـا هم أُناس لا يفقهون شيء .
إشتدت حده غضبها ، صـرت بأسنانها في غضب عــارم بينما إستئنفت كاثرين حديثها بإستفزاز أكثر ،،،
– أنا أعرف هؤلاء المُسلمـات جيدًا ، حمقاوات ، أعـداء لنـا ومليئات بالشـر كدينهم .
إتسعت حدقتـا عينيها بشده ومن ثم أشـارت إسلام بإصبعها السبابه ناحيه وجهها …
– ما شأنك وديني يا رأس البطيخ أنتِ ، ألا تجدين ما تقولينه حتي تُلقين القذارات من فمك هذا ؟! ، من أنتِ أصلًا كي تتهمي ديني بسخافاتك تلك ، إنتِ من بدأتي بالهجوم .
في تلك اللحظه إقترب چوزيف منهـا وهمّ أن يمسك كفها مُهدًا إياها ليجدها تنظُر له بعينين حادتين ،،،
– وماذا تفعل أنت أيضًا ، لا تتخطي الحدود التي وضعتها بيننا ، أفهمـت !
چوزيف بجمود :
– إنكِ مشاكسة إلي الحد الذي لا حد لهُ ، توقفي عن هذا الآن .
إسلام بإستنكـار : وإن لم أتوقف !
كاثرين بحده : سأتحدث إلي مسؤلي الشركة ليقوموا بفصلك من وظيفتك .
إنتقلت إسلام ببصرهـا إليها ، وقد أسبلت جفونها في تراخي مردده بثبـات ،،
– إنه لمن دواعي سروري ولكن ما لا تعلمينه أنتِ يا رأس البطيخ ذات العقلية المتعفنه ، بأنني إبنة صاحب الشركة .
أنهت إسلام حديثها هذا وهي تعقد ذراعيها أمـام صدرها بتحدٍ ومن ثم إستئنفت حديثها بثبــات ،،
– ويجب أن تعرفـوا ، بأن الدين الحق هو الإسلام ..ونحن العرب لسنا مجال إستهزائكم بل أنتم من يتوجب علينا الإستهـزاء بهم ، وكذلك عليّ أن أُعلمكم بأن اليهـوديه هي النُسخه الأولي من الإسلام ليس إلا ..
چوزيف بترقُب : لـم أفهمك !!!
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل التاسع